القائمة الرئيسية

الصفحات

- المشاركات المميزة

تاريخ العمارة الإسلامية

 العمارة الاسلامية

إن الحضارة الاسلامية من الحضارات العظيمة، التى لم تهتم بنفع وراحة ورفاهية الانسان فقط، ولكنها أيضا لم تغفل من حساباتها الحيوانات والطيور، ولقد حث القرآن الكريم والكثير من الأحاديث النبوية الشريفه، على الرفق بالحيوان والاهتمام به، ورعايته لأن ذلك الرفق قد يكون سببا فى دخولك الجنة، ونجاتك من النار.

واليوم سنتطرق لهدا الموضوع بالتفاصيل، مع صورة أخرى من صور اهتمام الحضارة الاسلامية بالحيوانات والطيور، وذلك من خلال العمارة الاسلامية، حيث حرص الأمراء والسلاطين على رعاية الحيوانات والطيور، واقامة المنشآت المعمارية التى من شأنها أن تحافظ على الحيوانات والطيور، وتوفر لها مكانا مناسبا لاقامتها، وتوفير طعامها وشرابها، فنجد الكثير من المنشآت المعمارية، التى ظهرت لخدمة الحيوان والاهتمام به، منها تلك الأسطبلات التى كانت ملحقة بالقصور والقلاع والعمائر المختلفة، والتى وردت أوصافا تفصيلية لها فى وثائق العصرين المملوكى والعثمانى، والتى كانت مكانا لاقامة الخيول وبها أحواض تشرب منها، ومتبن تأكل فيه، وقد حددت الوثائق سعة كل أسطبل وعدد الخيول الموجودة فيه.

كذلك من أهم منشآت رعاية الحيوان فى العمارة الاسلامية، أحواض سقاية الدواب، والتى انتشرت فى مصر، وبلاد الشام والمغرب، وإن كانت قد عرفت بأسماء مختلفة، وكان الهدف من انشائها  واحدا، وهو توفير ماء الشرب للحيوان، فكما عمل الأمراء والسلاطين، على بناء الأسبلة فى الشوارع، والطرقات، ليشرب منها الإنسان ،عملوا أيضا على بناء أحواض سقاية الدواب ليشرب منها الحيوان، ولقد تبارى الأمراء والسلاطين، فى اقامة هذة الأحواض طلبا للثواب من الله تعالى، وكان أكثر السلاطين بناءا لهذة الأحواض، فى مدينة القاهرة السلطان قايتباى، الذى شيد العديد من هذة الأحواض، التى اندثر أغلبها، ومن هذة الأحواض حوض السلطان قايتباى، بالقرافة بجوار مجموعته المعمارية، وحوض قايتباى بالأزهر ،وحوض قايتباى بقلعة الكبش.  

كذلك كان لأمراء المماليك، نصيبا فى بناء الكثير من احواض سقاية الدواب، أشهرها حوض الأمير قجماس الاسحاقى، الملحق بجموعته المعمارية بالدرب الأحمر، وكذلك حوض ملحق بمدرسة الأمير أزبك اليوسفى. 

وفى العصر العثمانى، لم يكن اهتمام العثمانيين برعاية الحيوانات والطيور واقامة المنشآت المعمارية الخاصة بها، بأقل من المماليك، حيث شيد امراء العثمانيين الكثير من احواض سقاية الدواب، التى اندثر أغلبها وكان الأمير عبدالرحمن كتخدا، هو أكثر الأمراء تشييدا لهذة الأحواض، ومنها حوض الأمير عبدالرحمن كتخدا، بالحطابة

ومن أشهر أحواض سقاية الدواب فى العصر العثمانى، حوض ملحق بجامع اق سنقر، أو الجامع الأزرق، والذى جدده ابراهيم كتخدا مستحفظان.

وكذلك الحوض الملحق بجموعة محمد بك أبوالذهب بمنطقة الأزهر 

لقد انتشرت أحواض سقاية الدواب فى مصر، والشام والمغرب فى العصور المختلفة ،وكانت تشيد داخل المدن وخارجها وفى الأماكن المزدحمة، كالأسواق كما كانت تشيد على طريق الحج وطرق القوافل التجارية. 

وكانت الأحواض تشيد اما منفردة مستقلة، أو تشيد ملحقة ببعض العمائر وكان المعمار، يحرص على وضعها بالواجهة الرئيسية للبناء على الشارع الرئيسى. 

عمارة الأحواض

وأحواض سقاية الدواب فى القاهرة  كانت عبارة عن مساحة مربعة أو مستطيلة مغلقة من ثلاثة جوانب، ولها جانب مفتوح على الطريق، وكان الجانب المفتوح من الحوض، يوجد به عدد من الدخلات، التى اختلفت حسب مساحة الحوض 

وفي أسفل تلك الدخلات، تقع أحواض عميقة في أرضية السقاية، ليسهل الشرب منها. 

وأحوض سقاية الدواب فى الغالب كانت تغطى بسقف خشبى مسطح، والقليل منها كان يغطى بقبة، أو قبو وبعضها كان مكشوفا بغير سقف، ولقد حرص المعماريين فى بعض الأحيان، على زخرفة هذة الأحواض، وخاصة السقف بالرسوم والزخارف المختلفة، النباتية والهندسية.  

وكان يقوم على خدمة هذه الأحواض، أحد الاشخاص الذى يعمل على تنظيف الحوض وكنسه، وغسله ورشه، وكان يعمل من مطلع الشمس وحتى آذان العشاء. 

ومن مظاهر الاهتمام برعاية الطيور فى العمارة الاسلامية، هو بناء ما يعرف ببيوت الطيور، فى بيوت وقصور استانبول بتركيا، خلال العصر العثمانى، حيث حرص المعماريين والمهندسين على عمل بيوت وأعشاش للطيور، فى واجهات الييوت، والقصور كانت هذة البيوت تشيد من الحجر او الخشب او الطوب، وتأخذ أشكالا مختلفة، وكلها تعبر عن الاهتمام بالطيور، والحرص على توفير اماكن مريحة لاقامتها يتوافر بها الماء، والحبوب، ولقد جرى تثبيت هذه البيوت فى أماكن خاصة على الأبنية، تكون بعيدا عن الشمس الساطعة، او العواصف والرياح الشديدة. 

وأشهر بيوت الطيور بالعمارة العثمانية تلك الموجودة على ضريح السلطان مصطفى الثالث، ومدارس قره مصطفى باشا، ومدارس حسن باشا، وراغب باشا، ومكتبة السلطان محمود الأول، وكذلك وجدت بيوت الطيور على بعض المساجد، مثل مسجد أيوب سلطان، ومسجد بالى باشا. 

ولقد أشار الرحالة الأجانب الذين زاروا اسطانبول الى تللك البيوت واشادو بها.

تعليقات